الدرس الصوتي عند العرب : نشأته و تطوره
Author : الدكتور محمـد مخدوم أحمد المعشوقي
Abstract :
اهتم المسلمون بقراءة القرآن منذ نزوله والعلماء صفوا قواعد اللغة ووصفوا مخارج الأصوات لهذا نشأ علم التجويد وتطور علم الصوت تطورا عاما حتى ظهر في حدود القرن الرابع الهجري لأنه لم يعرف كتاب ألف في هذا العلم قبل ذلك القرن بمعنى آخر أن علم التجويد تأخر ظهوره من حيث هو علم مستقل فقام علماء التجويد باستخلاص المادة الصوتية من مؤلفات النحويين حتى أصبح علم التجويد علما متقدما في دراسة الأصوات اللغوية
فقد كان الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أول من وضع أصول هذا العلم من العرب فاعتنى بدراسة الأصوات اللغوية وألف كتاب العين فسمى كتابه (العين) لأنه بدا بصوت العين فجاء بعده تلميذه سيبويه إذ أنه استلهم أفكار الخليل وصاغها وطورها وبعد طلع ابن جني، ومن بعد هؤلاء، أخذ العلماء دراسة الأصوات و الموضوعات اللغوية.
فهو يسمّى عند المحدثون بعلم الأصوات الوصفي، وظلت الدراسات الصوتية القديمة ابتداء من مؤسسها الخليل إلى ما قبل العصر الحديث، وفي العصر الحديث استطاع المحدثون أن ينهضوا بهذه الدراسة وجعل لها مكانا خاصة. أسموه بعلم الأصوات أخذ العلم يدرس بشكل مستقيل نوعا ما عن الدراسات النحوية والصرفية حيث تدرس الأصوات منفردة وتدرس أيضا من خلال التركيب وألفت كتب ومؤلفات خاصة بالدراسة الصوتية
أسباب نشوء الخلاف الصوتي بين العلماء العرب:
فنشأ الخلاف بنشوء الدراسات النحوية واللغوية ، ولذلك فإن أسباب نشوء الخلاف الصوتي لا تختلف عنها في النحوي والصرفي فجميعها نشأت عن أسباب معروفة إلى حد ما وبين فرق هي الأخرى معروفة لدى الباحثين، حيث بدا مثلا الخلاف بين أهل البصرة وأهل الكوفة منذ بدا الدرس النحوي واللغوي عند شيوخهم الأوائل.
إن أهم أسباب نشوء الخلاف الصوتي بين العلماء والقدماء وعدم اتفاقهم في المسائل الصوتية ينشأ عن اختلاف اللهجات العربية، وتعددها الأمر الذي يشكل عارضا في جمع هذه اللهجات تحت لغة واحدة، وعند جمعها بقيت هناك شواذ قاس عليها أهل الكوفة وهو السبب الثاني من هذا الخلاف حيث كان الكوفيون أكثر تساهلا من البصريين في أخذ اللغة..
Keywords :
نشأة علم التجويد, تطور علم الأصوات بسبب نزول القرآن الكريم, أسباب نشأة الدراسات الصوتية, أهم أسباب نشوء الخلاف الصوتي بين علماء العرب